الجمعة، 4 فبراير 2011

الدبابه راكنه صف تانى

انا ما أكذبش عليكم .. انا كل علاقتى بالدبابات انى كنت برسمها فى حصة الرسم فى حرب اكتوبر ... نرسم دبابه مرسوم عليها النسر الحكومى المهيب .. ودبابه تانيه (طالع منها نار) منقوش عليها النجمه السداسيه الشيطانيه ...ودايماً الخلفيه الثابته لهذا المشهد المتكرر سنوياً هى بحار من اللون الأصفر تمثل صحراء شاسعه و ما فيش مانع من ترعه نلونها باللون الأزرق - قناة السويس يعنى - وممكن خط بارليف .. اللى ما كنتش أعرف شكله ، لم أكن اتصور الرسمه دى على خلفيه تانيه ..
لكن لما كبرنا شويه وشوفنا الأمريكان الوحشين منزلين الدبابات بتاعتهم فى العراق ... عرفت ليها خلفيه تانيه ، شوارع و عمارات و يفط مكتوب عليها أسماء مدن غريبه عنى .. وساعتها كنت أمصمص شفايفى و اقول يا حرام .. يا عينى عليهم .. لم يكن يدر بخلدى ان تكون الخلفيه مجمع التحرير وكوبرى أكتوبر و تمثال عبد المنعم رياض ... لم اتخيل ابداً مشهد للتاكسى الأسود فى ابيض بيلف حوالين الدبابه .. لم أكن أرى - فى أسوأ كوابيسى - الدبابات من بلكونة بيتنا .. البلكونه الى ياما قعدت احب فيها وأشوف منها مستقبل بمبى ..

لكن بما ان ده حصل ، والكابوس اللى ما حلمناش بيه بقى حقيقه .. وبما ان كل من له صوت .. رفعه ، سواء بهدوء او بصراخ .. لباقه أو غباوه .. مع او ضد .. يبقى ما جتش عليا .. انا كمان عايز أتكلم .. وأنا متعود من مخى أنه بيغرد بره السرب ، وحتى لو كان فيه - زى دلوقتى - اسراب لا حصر لها .. مخى راح فى حته تانيه ونفسى ألاقى حد هناك ..

قبل ما ابتدى أتكلم عايز أوضح حاجه  ...
"انا ماليش فى السياسه:" .. ما حدش يضحك .. انا عارف ان العباره مُستهلكه لكنها حقيقة .. مش انا بس .. شريحه كبيره من الشعب المصرى كده .. مش بس ماليش فيها وكمان ما بفهمهاش أوى .. مصطلحاتها معقده .. وبحس ان اى حد بيقول عبارات من نوعية " حكومه أئتلافيه .. ليبراليه .. بتنجانيه .. " أى حاجه من الكلام ده .. شخص فاهم و تُعض تسمعه وماتفهمش حاجه .. وهو صح و أشترى دماغك ...
بس انهارده بعد اسبوع من الأستماع لهؤلاء الأشخاص المهمين بدأت أفهم شويه وابتديت أكون رأى الخاص ..


انا ما بحبش مبارك اوى ومش بكرهه .. يعنى .. عادى ، وحركه ٢٥ يناير ما فرقتش معايا اوى ... عادى برضه .. انا من جيل الثمانينات وزى كتير من ابناء جيلى مانعرفش غير مبارك رئيساً .. صحيح ماشفناش انجازاته الحربيه والتحريريه .. لكن شفنا البلد على ايده .. انا ابصم بالعشره ان الفساد كتير والسلبيات متعدده .. وبالتالى الوضع مش مفرح ، علشان كده ثورة ٢٥ يناير حلوه ومؤثره - على الورق - نوع من التنفيث اللى لقى أقبال كبير .. ناس كتير - منهم شخصيات محترمه - قالوا نفس الكلام .. "الحزب متورط .. انها مؤامره مكتملة الجوانب ايها الأغبياء .. كيف لا تفهمون؟؟  .. الحزب دس أشخاص تحرق البلد .. ثم اطلق الأسرى من السجون ليشيعوا فى الأرض فسادا .. ثم بدأوا يحرضون الناس ان يؤيدوا الرئيس فى الشوارع .. الى ان حانت اللحظه فأستأجروا حصان وحمار وجمل ليقتلوا المتظاهرين الأبرياء فى ميدان التحرير .. فهمتم ايها الأغبياء المؤامره .." .. مش عارف حزب ده ولا سوبر ماريو .. ما أظنش ان فيه مصرى بالذكاء ده غير المحللين ... ناس تانيه بتقول " ان اللى عمل كده هما الأخوان .. وده منطقى جداً لو شفتم الذقون و الطريقه والأسلوب الى العمليات دى بتتنفذ بيها .. انهم الأخوان بلا شك " .. فئه آخرى تميل إلى المؤامرات الخارجيه "موساد على حزب الله على ايران ........ على كل العجن ده" ... مفيش حد فيهم غلط .. كل دول متورطين بشكل او بآخر .. متورطين حتى النخاع او بشكل سطحى لكن متورطين ...

ان شايف ان دى طبيعة الشعب المصرى اللى ماعتش فراعنه .. انه مزيج غريب من العرب و البربر والرومان وكل من هب ودب كل دول اضربوا فى خلاط الفتوحات و الأحتلالات و الأستعمارات وطلعوا لينا شعب غريب متناقض معظم الفراعنه غالباً دلوقتى قاعدين فى بيوتهم بيصلوا علشان المحنه دى تعدى .. لكن الهمج من يسيرون الأن فى الشارع مؤيدين او معارضين ... لا أقصد بالفراعنه الأقباط فقط .. فهناك ايضاً - كما قال صديقى يومآً - أقباط ممسوخين ... ومسلمون دمائهم فرعونيه مصريه أصيله ..
دى طبيعه الشعب المصرى اللى خلى اى حد متخلف فى الكون قدوه ورمز .. واى حركه هاطله - زى تونس - مثل يحتذى به ..
الطبيعه دى اتحررت لما القوانين أخترقت .. الطبيعه دى هى اللى حولت اللجان الشعبيه اللى ظهرت علشان تحمى الممتلكات إلى لجان من البلطجيه .. وانت بتمر بيهم بص فى عنيهم هتشوف النشوه .. النشوه بالقوه اللى فى ايده حتى ولو كانت  القوه دى رجل كرسى .. النشوه بأنه قادر ياخد اللى هو عايزه من اى حد حتى لو كانت سجارتين .. نشوه بالسلطان ... لكن عمرنا ما بطلنا نقول عن الشرطه انهم بلطجيه .. هم مش بلطجيه علشان هم شرطه ... هم بلطجيه علشان  هم مصريين ، المصريين الى اتحولوا لما الفرصه أصبحت متاحه فى ايديهم ...

اللى نزلوا فى المظاهره يوم ٢٥ يناير مطالبين بأسقاط النظام و مطالبين بالتغيير .. وزعلانيين من الرشوه وفساد الكبار ... هى المشكله فى فساد الكبار ؟؟ .. الموظف المصرى اللى بياخد فلوس علشان يمشّى ورقك فى السجل المدنى مش ابن خالة مبارك .. والست الى بتزوغ من شغلها علشان تطبخ و تمررلك حياتك لأنها مش قاعده على مكتبها مش بنت عمة سوزان .. ده مصرى .. ودى مصريه .. هل اللذين يتظاهرون فى الميدان امناء فى اعمالهم و فى المراكز اللى هما فيها ؟؟ لو حد فيهم جت فى ايده سُلطه زى مثلاً اللى فى ايد احمد عز هيعمل اكتر بكتير من اللى عز عمله ..

حد هيجى يقولى "اذا كان رب البيت بالدف ضارباً .. فشيمة اهل البيت كلهم الرقص" .. لو اللى فوق وحش اللى تحته هيبقى وحش .. لأ .. انا أسف .. الله لن يحاسبنا على ما فعله الرؤساء بل ما فعلناه نحن .. الله اعطى كل واحد الفرصه كى يكون امين ..


يا من تتظاهرون الآن اردد عليكم ما قاله المسيح " يا مرائى اخرج اولاً الخشبه من عينك وحينما تبصر جيداً .. ان تخرج القذى من عين اخيك " ... اذا كنا نريد الأصلاح .. دعونا نصلح من قلوبنا ... يا من كنا نريد اسقاط النظام .. دعونا نسقط ما تراكم فى صدورنا ..
العيب ليس فيهم فقط .. العيب فينا نحن .. مازال امامنا فرصه لندعوا لشيئ جديد .. لا لأن يرحل الرئيس او الناس من الميدان .. "دعونا نجلس و نراجع انفسنا ونغير منها فهي المحتاجه الآن للتغير لأنها قد بلت"
وكما قال صديقى ..
دعنا، حين نصلى، نطلب إلى الله و نقول: يا رب إذا كان لسه فى العالم بقية، يا تخلق منا بنى آدمين من جديد...يا تِخلص منا، عشان يبقى فيه فى المستقبل بنى آدمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق