الخميس، 28 يوليو 2011

أنطلاق ...

نسر جريح ..
مستند على صخرة
يتحسس بجناحيه مكان جرحه الغائر
فى صدره ..
يفكر فى الموت ..
غير محتمل قدره
ينتظر الفناء ..
فشخص بعينيه للسماء ..
وترقرقت الدموع فى عينه ..
من طول بقاءه على الأرض الجرداء
ضعفت جناحيه ..
من قلة الطيران ..
لم يعد الريش قادراً على حمله ...

تحامل على جرحه ..
.. اخذ يحك جسده فى صخرة المعاناه
حتى تساقطت دماءه مع ريشه
راح يبكى من الآلم ..
وجرح صدره ينبض ..
وفتر قلبه من الندم
على بقاءه فى الأرض .
.
.
.
وحتى نبت ريش أقوى مما راح
وبدأ جسمه يدرك ..
كيف يحتمل الألم ،
و يُلئِم الجراح.
صعد على الصخرة
ناظراً لنفسه سائلاً ..
من انا ؟؟ ولمن هذه الحياة ؟؟
ماذا أفعل على الأرض ههنا ..
وقد خلق الله لى ..
جناحان ..
قويان ..
كلهيب نار .

وقف شامخاً
متطلع إلى مكان ...
لا تراه عينان
يتطلع للخيال ..
للمحال
حيث لا يوجد انسان
يجرح من جديد ..
ولا يرفق على ندبته
بل ويذيد ..
وحينئذ فقط
                            بدأ يرفرف ..

                                                                        
نسر يسبح فى محيط من الغيوم ...
يخاف ان يسقط ،
فلا يستطيع ثانية ان يقوم
فلم تعتد جناحيه التحليق ...

طالما تباهى بهم ..
لكنه لم يجربهم

يعبر بصعوبه وسط شبكة من الأشجار
تسدد فروعها لصدره
كى يهوى ثانية وينهار ..
                                      لكنه يصمد ..
يمد جناحيه لأقصى امتداد لهم
ليملأ من الفراغ ...
الكثير .. يحمله الهواء
يتشبث ..
ليس بالنجاة ..
بل بالحياه
بالهدف ..
حيث اسرت عيناه
.
.
.
هيا يا نسر ... حلِّق ..
حلِّق عالياً ..
فقد كتب الله لك الحياه ...
لتحياها ..
لا لتخشى الموت ..
فى خباياها
فهو ليس لمن له إله كإلهك ..
                          ويملك حلمك ..
                                      وجرحك ..
                                           و جناحيك ..
حلق يا نسر نحو الحرية ..
انها فى انتظار ..
لمن له القدرة ..
على ان يراها ..
ويختار .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق