السفارة الأمريكية – ميدان التحرير الساعة الثامنة صباحاً
رقم خمسة وخمسين .. شباك رقم خمسة
number fifty five window number five
عندما جاء على مسامعى صوت هذه السيدة الألكترونى أحسست أنها لحظة أختبار صعبة ..
لكن بمجرد تسليم أوراقى والعودة إلى مكانى لأنتظر صوتها الرهيب ثانية .. أخذنى التفكير ..
واحد صاحبى قالى فى يوم "سفرية أمريكا دى هتغير حياتك .. " صاحبى ده بصدقه فى حاجات كتير .. لكن مش عارف ليه المره دى مش عارف أصدقه … هل فعلاً أمريكا بتغير .. ولا السفر اى ان كان المكان .. هو اللى بيغير ..
أنا مش عايز أتغير .. لما بفكر مع نفسى بكتشف أنى بحب حياتى مهما كانت مؤلمة .. اومرهقة .. أو تزهّق .. لكنها حياة و أنا عايشها والحمد لله مبسوط ..
مبقولش أن البلد حلوة .. لكن مقبولة .. فيها حاجات بحبها .. وفيها حاجات بكرهها .. وبما أن سفارة مدينة يوتوبيا – المدينة الخيالية – لسة ما أتعملتش فمش هتفرق كتيير .. كل البلاد لها مميزات كتير أوى .. وليها عيوب كتير أوى ، بس الفكرة فى حاجتين
1) الرضا .. بأى وضع مهما كان مؤلم ثم يليه الأستمتاع به ..
2) الشبع ..
فى جملة شعبية كده بتقول " اللى شبعان فى بيت أبوه ..ما يكولش عند الجيران" لو أنا شبعان فى بيت أبويا ولو بدُقة .. هدوس – ببساطة – على عسل بيت الجيران مهما كان حلو ..
وانا مستنى ينادوا علىّ تانى ببص وأشوف لهفة الناس حولى .. والنظرات اللى شايفها فى عينيهم محسسانى انهم هيروحوا السما لو خدوا التأشيرة و هيعيشوا فى الجنة .. مش عارف ليه حاسس انهم فاهمين غلط .. لو سمعت أغنية أحمد مكى " دور بنفسك " فى جزء فيها بيقول
" محدش عاجبه حاله
حالة غيره اللى بتحلى له
شرقى بيغرب ..
وأيسر نفسه يبقى أيمن"
الجملة دى محتاجة وقفة وتفكير مش قليل ..
هما الناس متصورة أن الى فى أمريكا مستريحيين ..
أكيد لأ بس هما مهما خدوا بالجزم .. هيبقوا راضيين وهيقولوا أحنا كنا فيين و بقينا فيين ..
لأ أحنا فى نعمة كبيرة ..
نعمة أهلك ..
نعمة قلبك ..
نعمة أصحابك ..
نعمة الأماكن اللى بتحبها ..
نعمة راحة البال و أنت نايم على سريرك ..
نعمة الراحة ان لو فيه يوم ماعندكش عشاء .. هتكلم واحد صاحبك – عندى منهم كتيير- وتقول له " أيه يا حبيبى مش هتعشيينى أنهاردة ولا أيه ؟؟" وهيعشيك صدقنى وعن طيب خاطر ..
رقم خمسة وخمسين .. شباك رقم سبعة
number fifty five window number seven
هويتى وشخصيتى زى بصمتى الى خدوها منى دلوقتى ممكن تكبر بس مش حاسس انها ممكن تتغير .. ممكن تتمحى أو تتحرق …
بشكل تانى أنا عايز أحافظ على بصمتى .. مش عايز أمحيها .. مش عايز أغيرها .. مش عايز أحرقها .. انا بس عايز أكبرها..
انا مش هكون غير اللى أنا عايز أكونه ..
علشان انا عندى حلم ..
كبير …
و مشرق …
حتى لو موصلتلوش ..
صاحبى كان عنده حق أمريكا بتغير .. علشان السفر هو اللى هيغير ..هيخلينى أكتسب خبرات جديدة …
لكن لو أمريكا هتغير يبقى هتغير بشكل أنا مش عايزه ..
فى حياتى ..
رقم خمسة وخمسين .. شباك رقم عشرة
number fifty five window number ten
..
..
..
..
..
you are not qualified to take the visa
هما شافونى وأنا بكتب ولا أيه …؟؟؟ … أحسن
3agabetny :)
ردحذف